صحيفة "المغرب" و الهروب إلى الأمام   

جماعة "المغرب" رفضوا كلّ مسلك خروج مشرِّف حرصْت على توفيره لهم
جماعة "المغرب" رفضوا كلّ مسلك خروج مشرِّف حرصْت على توفيره لهم

منذ بدأْتُ التفكير في فتح ملفّ "المغرب" وأنا أصارع أفكارا متناقضة و احتمالات متضاربة حول مدى تورّط الصّحيفة في مناورة عبد الحميد العابد . قمت بكلّ ما هو متاح إنسانيّا للتّثبّت والتّروّي . قابلت لطفي واجه وطرحت عليه الأمر بالتّفصيل ثم خاطبت   زياد كريشان الذي لم ير ضرورة للرّدّ علي . حاولت الإتّصال بصديقي القديم عمر صحابو فصادفْت كوثر زنطور التي استمعَت إليّ فقاطعتْني لتَعِدَ بمراجعتي ثمّ ذهبتْ و لم تعدْ . بعد أن أعذرْت الجميع ، عدت إلى الأستاذ واجه لألفت نظره إلى أنّني تغاضيت عن كثير من حقوقي إذ لم أُسائل أحدا من الصّحيفة حول حيثيات توصّلها بالمقال المشبوه وآلية اتخاذ قرار نشره رغم احتوائه على هجوم شخصيّ ومجانيّ بأتمّ معنى الكلمة دون أن يقع أخذ رأيي أو حتى مجرّد إشعاري ، بما يتعارض مع أدنى قواعد أخلاقيّات المهنة . وليكتمل اطّلاع القارئ أضع بين يديه في ما يلي تبادل الرسائل الذي تمّ بيني و بين المعنيّين من "المغرب" حتى أتأكّد أنه لا يمكن أن يكون قد حصل سوء تفاهم أو تأويل متحامل

إنّ إصرار القائمين على الصّحيفة على التزام الصّمت أمام مطالبتي المشروعة بمدّي بتفسير لسلوكهم في هذه الحادثة يجعلني أمام احتمال واحد و هو أنّهم متواطئون عن عمد و إصرار ، خاصّة عندما ينشرون خبر موت شخص طبيعيّ هو حيٌّ يرزق و يبقون عليه دون تصحيح ولا اعتذارلسنوات بعد نشره وهم يعلمون خطأه يقينا . وبالمحصلة فإنّ التّمادي يحيل إلى قناعة وحيدة : سوء النّيّة الكامل  الذي لا مبرّر له إلاّ الإنغماس التّامّ في مساعي الإفلات من العقاب وإضاعة حقّ الشّهيد

 ماهو حقيقةً خارقٌ للعادة في قضيّة "المغرب" هذه هو على ما يبدو عدم وجود خطّة بديلة (خطّة ب) بل لا يبدو أنّ هناك أدنى استعداد لمراجعة الموقف مهما حصل . فهل هذا ناتج عن استضعاف لي وللضّحيّة أو عن خوف من التراجع بعد التزام معيَّن لدى أطراف مستفيدة أم يكون هناك مفعول ماليّ معتبر تهون أمامه التّضحيات . ولعلّ الأمر يكون أكثر من احتمال واحد في آن ؟